irja

Senin, 14 Mei 2012

Tarikh 'Ulumul Qur'an

تاريخ علوم القرآن
بقلم محمد إيرجا نصرالله مجيد              



1). في معنى علوم القرآن

          قبل أن نطيل الكلام في تاريخ علوم القرآن و نتعمق فيه , ينبغي علينا أن نعرف ما معنى المصطلح من علوم القرآن ؟
          لقد وجدتُ كثيرا من الأقوال والأراء في معنى هذاالمصطلح , وسأذكر بعضها بإذن الله تعالى .
إن التعريف بعلوم القرآن الكريم ينطلق من معنيين : الأول , المعنى الإضافي , والثاني, المعنى الموضوعي. أما التعريف علوم القرآن بالمعنى الإضافي –أي:إضافة لفظ "علوم" إلى لفظ "القرآن"-فإنه يشير إلى جميع المعارف والعلوم المتصلة بالقرآن الكريم, ومن هنا كان اللفظ بالجمع "علوم" لا بالإفراد..لأن المراد شمول كل علم بحث في القرآن الكريم من أي ناحية من نواحيه المتعددة والمتنوعة. فيشمل ذلك علم التفسير , وعلم القرءات , وعلم الرسم العثماني, وعلم غريب الألفاظ , وعلم الإعجاز , وعلم الناسخ والمنسوخ, وعلم المحكم والمتشابه, وعلم الإعراب, وعلم المجاز, وعلم الأمثال, إلى غير ذلك من العلوم التي توسّع العلماء في بحثها, وأفرادوا لها المئلفات الكثيرة..فتعريف علوم القرآن بالمعنى المتقدم : هو الفنّ المدوّن في موضوع متكامل..ا هـ .[1] 
أماتعريف علوم القرآن بالمعنى الموضوعي:-أي: من حيث ما تبحث فيه تلك العلوم وهو القرآن الكريم –فهو كما ذكر القاضي أبو بكر بن العربي في كتاب "قانون التأويل" , : "أن العلوم القرآن خمسون علمًاوأربعمأة و سبعة آلاف علم وسبعون ألف (77450) علم , على عدد كلِمِ القرآن"!!..[2]
إذًا , كون العلوم كلها ليست إلا لخدمة القرآن الكريم .و من الممكن أن هذه العلاقة الواثقة -أي علاقة القرآن  بالعلوم المختلفة- هي التي جعلت الشيخ أسامة ألسيد محمودالأزهري أن يضع القاعدة بأن علاقة القرآن  بالعلوم المختلفة هي أصل من أصول التفسير .[3] 
وقال صاحب مناهل العرفان في علوم القرآن[4] في أواخر كلامه عن التعريف بعلوم القرآن , "الأن وقد انتهينا من الكلام على المتضايفين في لفظ -علوم القرآن- ننتقل بك إلى أن الإضا فة بينهما تشير إلى طوائف المعارف المتصلة بالقرآن سواء كانت تصورات أم تصديقات , على ما عرفت وجه إختياره في مدلول لفظ العلم في عرف التدوين العام . وإنما جمعت هذه العلوم ولم تفرد لأنه لم يقصد إلي علم واحد يتصل بالقرآن , إنما أريد شمول كل علم يخدم القرآن أو يستند إليه....." . ا هـ [5]  
          نستطيع أن نبسط كلام الشيخ الذي قد سبق بأن علوم القرآن هو علم الذي يشمل عديد من العلوم لتخدم القرآن الكريم.  
          وينبغي علينا أن نعرف الفرق بين علوم القرآن وعلم التفسير, فأما التعريف علوم القرآن كما سبق ذكره , و أما التعريف علم التفسير هو علم يعرف به فهم كتاب الله المنزل على نبيّه محمد صلى الله عليه وسلّم وبيان معانيه, واستخراج أحكامه وحكمه. فعلى هذاالتعريف يكون إستمداد علم التفسير من علم اللغة , والنحو, والتصريف, وعلم البيان, وأصول الفقه, والقراءات, ويحتاج لمعرفت أسباب النزول والناسخ والمنسوخ.[6]
أقول : ومما تقدم في تعريف علوم القرآن وعلم التفسير , قد أدركنا بأن العلوم القرآن أعم من علم التفسير. والله سبحانه أعلى وأعلم وأحكم .   

2). في تاريخ علوم القرآن وظهور إصطلاحه

ا). عهد ما قبل التدوين

          كان الرسول صلى الله عليه و سلم وأصحابه يعرفون عن القرآن وعلومه , ما عرف العلماء وفوق مل عرف العلماء من بعد؛ ولكن معارفهم لم توضع على ذلك العهد كفنون مدونة , ولم تجمع في كتب مؤلفة ؛ لأنهم لم تكن لهم حاجة الى التدوين و التأليف .[7]  
          وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتلقّى الوحي عن الله الذي لاإله إلّا هو.   سبحان الخالق الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا . وفي إحدى الليالي المطبق من يوم 17 من شهر رمضان دخل الرسول صلى الله عليه و سلم في أول الإتصال له مع جبريل عليه السلام . نقل د/محمد عبدالله دراز عن ابن سعد بأن تلك الليلة هي المطبق من فبراير 610 من التقويم الميلادي .[8] لقد كان صلى الله عليه وسلم حين ينزل عليه القرآن في أول عهده بالوحي يتلقفه متعجلاً فيحرك به لسانه و شفتيه ؛ طلبا لحفظه , وخشية ضياعه من صدره.[9]
  قال تعالى:﴿ Ÿw õ8ÌhptéB ¾ÏmÎ/ y7tR$|¡Ï9 Ÿ@yf÷ètGÏ9 ÿ¾ÏmÎ/ (القيامة:16) . وقوله تعالى: ﴿ n?»yètGsù ª!$# à7Î=yJø9$# ,ysø9$# 3 Ÿwur ö@yf÷ès? Èb#uäöà)ø9$$Î/ `ÏB È@ö6s% br& #Ó|Óø)ムšøs9Î) ¼çmãômur ( @è%ur Éb>§ ÎT÷ŠÎ $VJù=Ïã(طه:114)
وبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ما أنزل عليه لأصحابه –رضوان الله عليهم- وقرأه على الناس في ذلك الوقت . قال الله عز وجلى في كتابه العزيز : ﴿ÏM»uZÉit7ø9$$Î/ ̍ç/9$#ur 3 !$uZø9tRr&ur y7øs9Î) tò2Ïe%!$# tûÎiüt7çFÏ9 Ĩ$¨Z=Ï9 $tB tAÌhçR öNÍköŽs9Î) öNßg¯=yès9ur šcr㍩3xÿtGtƒ(النحل:44).    
            وكانواالصحابة –رضوان الله عليهم- يفهمون اللغة القرآن جيدا[10] , وكذلك أدركواعلومه و وإعجازه  , إذهم عرباخُلّصًا .  فلمتأمل في مزايا الصحابة وذكاءهم و قوة حفظهم  , سنجد آية من آيات الله تعالى في بداية حفظ كتابه عزّوجلّ . قال تعالى :﴿ $¯RÎ) ß`øtwU $uZø9¨tR tø.Ïe%!$# $¯RÎ)ur ¼çms9 tbqÝàÏÿ»ptm: (الحجر:9) .
          وكان الصحابة –رضي الله عنهم- مع هذه الخصائص أميين , وأدوات الكتابة لم تكن ميسورة لديهم , والرسول نهاهم أن يكتبوا عنه شيئا غير القرآن , وقال لهم أول العهد بنزول القرآن فيما رواه مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : (لا تكتبوا عنّي , ومن كتب غير القرآن فليمْحُهُ , وحدّثوا عنّي فلا حرج , ومن كذب علي متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار) وذلك مخافة أن يلتبس القرآن بغيره , أو يختلط بالقرآن ما ليس منه ؛ مادم الوحي نا زلاً بالقرآن , فتلك الأسباب المتضافرة لم تكتب علوم القرآن , كما لم يكتب الحديث الشريف , ومضى الرعيل الأول على ذلك في عهدالشيخين أبي بكروعمر, ولكن الصحابة كانوا مضرب الأمثال في نشرالإسلام وتعاليمه , والقرآن وعلومه , والسنة و تحريرها , تلقينا لا تدوينا , ومشافهة لاكتابة .  ا هـ   [11]   

ب). عهدالتمهيد لتدوين علوم القرآن
 
          هذه المرحلة لتاريخ علوم القرآن التي كتبتُها , تتناسب مع ترتيب الذي وضعه الشيخ محمد عبدالعظيم الزرقاني في كتابه المسمّى بمناهل العرفان , وقد أُصدر منه منذ بداية هذاالبحث .  
           فأما في هذاالباب , أردْتُ أن أبيّن لكم عن جمْع القرأن في عهد عثمان –رضي الله عنه وأرضاه-. وقد اتّسعت دعوة الإسلام في ذلك الوقت  , واختلط العرب بالأمم التي لاتعرف العربيّة , وخيف أن يتخلف المسلمون في قراءة القرآن ويحدث فتنة بينهم وفساد في أقطارعالم الإسلامي إن لم يجتمعواعلى مصحف إمام , لذالك أمر عثمان -رضي الله عنه- أن يجمع القرآن في مصحف واحد أي مصحف إمام .
          فجمع عثمان بن عفان- رضي الله عنه- ولم ينقل أنه كتب بيده مصحفًا , وإنما أمر بجمعه وكتابته على حرف واحد من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن , فلذلك ينسب إليه و يقال "المصحف العثماني".[12] وبهذا العمل وضع عثمان -رضي الله عنه- الأساس لما نسمّيه "علم رسم القرآن" أو "علم الرسم العثماني" . ثم جاء عَلِيّ- رضي الله عنه- فلا حظ العجمة تحيف على اللغة العربية ؛ وسمع ما أوجس منه خيفة على لسان العرب فأمرأباالأسودالدؤلى أن يضع بعض قواعد لحماية لغة القرآن من هذا العبث و الخلل , وخطّ له خطط و شرع له المنهج , وبذلك يمكننا أن نعتبر أن عليّا -رضي الله عنه- قد وضع الأساس لما نسميه علم النحو , ويتبعه علم إعراب القرآن , (على الخلاف في هذه الرّواية) .[13]
          إن خط الصحابة للمصاحف توقيفي ووحي , كماثبت من السنةالتقريرية , حيث كتب بأمر من رسول الله , وحال نزول الوحي من الله , وليس من خط الله بيده ولا خط جبريل عليه السلام , ولامن خط رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه بخطوط الصحابة , بما يوافق خط في لوح المحفوظ , ويبقى لقرأتنا القرآن بالصوت , أن الصوت صوتنا ولكنه ترتيل لكلام الله , فسبحان من حفظ القرآن والكتاب في السماء وفي الأرض .[14]
          وأيّد الشيخ خالد عبد الرحمن العَك هذا الكلام بقوله : من المقطوع به نقلا وعقلا : أن القرآن الكريم كُتِب جمِيعُه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأن الذين اتخذهم من أصحابه لكتا بة القرآن حين نزوله كانوا على قدر رفيع من الثقة والعناية والرعاية والضبط والإتقان ومعرفة الكتابة العربية معرفة جيّدة , وأن ماأثبتوه من رسم النص االقرآني بين يديه عليه الصلاة والسلام كان على غاية من قبول الله تبارك وتعالى له , إذ لوكان من هؤلاء وعلى رأَسهم زيد بن ثابت خلْطٌ أو أخبط , أو عدم اتقان وضبط , لأخبر الله نبيه بذلك فالتخذ غيرهم ممن هو أجْود وأحسن وأضبط.......إن الواجب المأكد على المسلمين عامة , وعلى علمائهم خاصة أن يقفوا في وجه من يطعن برسم القرآن العثماني, الذي تمّ على يدي زيد بن ثابت كاتب الوحي , وأن يضربوا بأقوالهم عُرض الحائط, وليثقوا بالرسم الذي أُطلِق عليه "الرسم العثماني" نسبة لأمير المؤمنين عثمان بن عفان-رضي الله عنه-. ا هــ[15] وأشدّ من ذلك , ما قاله القا ئل : ومن المقرر شرْعاً أن الزيادة في القرآن أو النقص منه حرام-لكونه: أي الرسم أمر توقيفي- بل كفر, فرسم القرآن بما يخالف القرآن حرام والحرمة حكم من أحكام الشريعة الخمسة التي ابتنت على الأمر و النهي إلخ. اهــ[16]
          أقول : من الممكن أن نقف على القول بإن خط الصحابة للمصاحف توقيفي ووحي , وإنما هذا القول ليس على إطلاقه, بل قد ورد من القدماء على إباحة مخالفته في بعض الأمور.
          وأن إمام مالك[17]-رحمه الله تعالى- : جوّزكتابة الألواح والصحف بغيرالرسم العثماني للصغارالذين يتعلمون القرآن حتى لا يصعب عليهم التعليم .[18]
          ومن هنا يقول العلماء أن رسم المصحف سر من أسرار لم يطلع عليه أحد وإن خطه معجز كلفظه المقروء .[19]

ج. عهد التدوين لعلوم القرآن بالمعنى الإضافي

          وكان من الطبيعي أن يكون أول مايدون من"علوم القرآن" هوعلم "التفسير"؛ إذْ هوالأصل في فهم القرآن وتدبره , وعليه يتوقف إستنباط الأحكام , ومعرفة الحلال والحرام .[20]
ومن أوائل الكاتبين في التفسير: شعبة بن الحجاج , وسفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح ؛ وتفاسيرهم جامعة لأقوال الصحابة والتابعين , وهم من علماءالقرن الثاني , ثم تلاهم ابن جرير الطبري المتوفى سنة 310هــ وكتابه أجلّ التفاسير وأعظمها ؛ لأنه أول من عرض لتوجيه الأقوال , وترجيح بعضها على بعض , كما عرض للإعراب والإستنباط , وبقية العناية بالتفسير قائمة ألى عصرنا هذا, حتى وجدت منه مجموعة رائعة فيها المعجب والمطرب, والموجز والمطول والمتوسط , ومنها التفسير بالمعقول والتفسير بالمأثور , ومنها تفسير القرآن كله , وتفسير جزء, وتفسير آية, وتفسير آيات الأحكام إلى غير ذلك. [21]
          ولِكي يسهّلنا جميعا , أردتُ أن أُرتّب كلام الشيخ /محمد عبد العظيم الزرقاني عنهم , كما يلي[22] :

م
الاســــــــــــــــــــــــــــــــماء
المـــــــــــــــــــــــــــألفات
القرون
1.
شعبة بن الحجاج

كتب التفاسير

القرن الثاني
2.
سفيان بن عيينة
3.
وكيع بن الجراح
4.
ابن جرير الطبري
كتاب التفسير

القرن الثالث[23]
5.
علي بن المديني (شيخ البخاري)
الكتاب في أسباب النزول
6.
أبو عبيد القاسم بن سلام
الكتاب في الناسخ والمنسوخ
7.
أبو بكر السجستاني
الكتاب في غريب القرآن
القرن الرابع[24]
8.
علي بن سعيدالحوفي[25]
الكتاب في إعراب القرآن
القرن الخامس
9.
أبو القاسم عبد الرحمن (السبيلي)
الكتاب في مبهمات القرآن
القرن السادس
10.
ابن عبد السلام
الكتاب في مجاز القرآن
القرن السابع
11.
عَلَمُ الدين السّخوي
الكتاب في القراءات
      
فأما أتمّ الإخصاءعندي , كماذكرهم صاحب الإيضاح والبيان في علوم القرآن[26]  , وسألخّص بجدول التالي:

م
الاســــــــــــــــــــــــــــــــماء
المتوفون
المـــــــــــــــــــــــــــألفات
القرون
1.
يزيد بن هارون السلمي
117هـ

كُتُب التفاسير


القرن الثاني
2.
وكيع بن الجراح
197هـ
3.
سفيان بن عيينة
198هـ
4.
علي بن المديني (شيخ البخاري)
234هـ
كتاب في أسباب النزول


القرن الثالث
5.
أبو عبيد القاسم بن سلام
224هـ
الكتاب في الناسخ والمنسوخ والقراءات
6.
ابن قتيبة
276هـ
كتاب في مشكل القرآن
7.
محمد بن خلاف المرزبان
309هـ
الحاوي في علوم القرآن



القرن الرابع
8.
أبو بكر محمد بن قاسم الأنباري
328هـ
في علوم القرآن
9.
أبو بكر السجستاني
330هـ
كتاب في غريب القرآن
10.
علي بن ابراهيم بن سعيدالحوفي
330هـ
كتاب في إعراب القرآن
11.
محمد بن علي الأدفوي
388هـ
الكتاب في التفسير والإعراب والقراءات
12.
أبو بكر الباقلاني
403هـ
إعجاز القرآن
القرن الخامس
13.
الماوردي
450هـ
أمثال القرآن
القرن الخامس
14.
عبد الرحمن (السبيلي)
-
كتاب في مبهمات القرآن

القرن السادس
15.
ابن الجوزي
597هـ
كتاب الفنون الأفنان في عجائب علوم القرآن
16.
عَلَمُ الدين السّخوي
641هـ
كتاب في القراءات

القرن السابع
17.
أبوشامة
655هـ
كتاب المرشد الوجيز فيما يتعلق بالقرآن العزيز
18.
العز بن عبد السلام
660هـ
كتاب في مجاز القرآن
19.
الإمام بدرالدين الزركشي
794هـ
البرهان في علوم القرآن
القرن الثامن
20.
ابن القيم
751هـ
أقسام القرآم
21.
محمد بن سليمان الكافيجي
873هـ
-
القرن التاسع
22.
جلال الدين البلقيني 
824هـ
مواقع العلوم من مواقع النجوم

23.
جلال الدين السيوطي
911هـ
الإتقان في علوم القرآن
بداية القرن العاشر

د. أول عهد لظهور هذا الإصطلاح

          ولقد كان المعروف لدى الكاتبين في تاريخ هذاالفن, أن أول عهد ظهر فيه هذاالاصطلاح أي اصطلاح علوم القرآن, هو القرن السابع .[27]
          وقد خالف هذاالرأي الدكتور الشيخ محمد بن محمد أبو شهبة , قال: كان المعروف لدى الكاتبين في هذاالفن أن ظهورهذاالاصطلاح كان في القرن السادس الهجري, على يد طأبي الفرج بن الجوزي" استنتاجا مما ذكره "السيوطي" في مقدمة "الإتقان" اهـ.[28]    
          ثم علق الشيخ محمد أبو شهبة كلام  الشيخ الزرقني , قال: ويرى أستاذنا الشيخ "محمد عبد العظيم الزرقني" −رحمه الله وأثابه−في كتابه "مناهل العرفان " : أن هذا الاصطلاح ظهر في مستهل القرن الخامس على يد "الحوفي" المتوفى سنة 430هـ في كتابه "البرهان في علوم القرآن" , والرأي عندي : أن هذا الكتاب لا يخرج عن كتب التفسير , التي تتعرض لذكر التفسير , وأسباب النزول والقراءات , والوقف والتمام , ولافرق بين صنيعه و صنيع "القرطبي" و "الفخر الرازي" في تفسيرهما , فكتابه هذا أمس بالتفسير منه بعلوم القرآن , وإن كانت التسمية تشعرأنه بعلوم القرأن أمس , و قد ذكر -رحمه الله- : أن الجزء الأول مفقود , ولا أدري من أين عرف التسمية؟ ولعله اعتمد على فهرس دار الكتب المصرية , وقد رجعت إلى كتاب "كشف الظنون" الجزء الأول ص 232 فتبين لي أن اسم الكتاب : "البرهان في تفسير القرآن" وبذلك زالت الشبهة في عَدِّه من علوم القرآن , وثبت أنه كتاب تفسير , وهو الحق و الصواب , كما يعلم ذلك من يرجع إلى الأجزاء الموجودة من الكتاب . اهـ[29]

هـ. علوم القرآن فى القرن الأخر

          حيث عصرالحداثة التي تميزت بكتابة علوم القرآن مجتمعة وشاملة لكل علومه وفنونه       وأبوابه وكانت لها نصيب وافر من التأليف و البحث و الدراسة بأسلوب ميسر و مختصر , حيث ظهر أكثر من بحث وكتاب وإن كانت هذه المرحلة قد ظهرت بوادرها على يد الشيخ الحوفي[30] كما مر بك سابقا إلا أن هذه المرحلة أخذت الكتابة فيها طابع إجتماع علوم القرآن مع بعضها البعض .[31]       لما نهضت العلوم في العصر الأخير كان "لعلوم القرآن" من هذه النهضة نصيب ملحوظ , ونشاط ملموس , فبدأت الحياة تدب في "علوم القرآن" منن جديد , والذي ساعد على هذا النشاط , وبعث هذه الحياة , ما أخذ به "الأزهر" في تطوره في القرن الأخير من إدخال الدراسات التخصصية في منهجه فحظي القرآن الكريم و علومه ببعض شعب التخصص.[32]

فمن أهم الأبحاث و الدراسات في علوم القرآن في القرن الأخر ,  كما يلي[33] :

م
اسماء المؤلَّفات
اسماء الكُتّاب
1.
التبيان في علوم القرآن
الشيخ طاهر الجزائري
2.
منهج الفرقان في علوم القرآن
الشيخ محمد على سلام
3.
القرآن والعلوم العصرية
الشيخ طنطوي جوهري
4.
مناهل العرفان في علوم القرآن
الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني
5.
مباحث علوم القرآن
الدكتور صبحي صالح
6.
النبأالعظيم
الكتور محمد عبد الله دراز
7.
إعجاز القرآن
مصطفى صادق الرافعي
8.
مباحث في علوم القرآن
الشيخ مناع القطان
9.
التصوير الفني في القرآن
سيد قطب





          ز. المراجع

1). خالد عبد الرحمن العَك , أصول التفسير و قواعده , لبنان: دارالنفائس , ط 5 , 1428 هـ- 2007 م
2). أسامة السيد محمود الأزهري ,  المدخل إلى أصول التفسير , القاهرة: الوابل الصيب,  ط 1, 1431هـ -2010 م
3). محمد عبد العظيم الزرقاني , مناهل العرفان في علوم القرآن , القاهرة: دار الحديث,  1422هـ-2001م
4). حسين بن علي بن حسين الحربي , قواعدالترجيح عندالمفسرين , الرياض: دار القاسم,  ط 2, 1429 هـ- 2008 م
5). محمد عبد الله دراز , مدخل الى القرآن الكريم , ترجمة : محمد عبد العظيم علي:  كويت: دارالقلم , ط 5 , 1424 هـ 2003 م
6). محمد عبد الله دراز , النبأالعظيم ,  كويت: طبعة دارالقلم, ط10,  1429 هـ 2008 م
7). تاريخ القرآن وغرائبُ رسمِه , محمد طاهر بن عبد القادر الكردي المكي, الرياض: دار أضواء السلف , ط1, 1429هـ-2008م
8). أحمد بن مبارك بن محمود الصعيدي  , الميزان في تاريخ القرآن واللغة , القاهرة: دار التقوى , ط1, 2006 م
9). محمد قنديل الرحماني , التاوى المحمدية على الأسئلة الهندية عن المرسومة , طنطا:  دار الصحابة , ط1, 1430هـ- 2009 م
10). محمد حسين الذهبي, التفسيروالمفسرون, القاهرة: دارالحديث, ص 1426هـ-2005م
11). محمد بن محمد أبو شهبة , المدخل لدراسة القرآن الكريم , القاهرة: مكتبة السنة , ط 2, 1423هـ 2003م
12). محمد صالح محمد سليمان , اختلاف السلف في التفسير بين التنظير والتطبيق, القاهرة: دارابن الجوزي, ط1,  1430هـ
13). عيد خضر محمد خضر,  الإيضاح والبيان في علوم القرآن, الفيوم:  الناشر المؤلف, ط 2,  1432هـ- 2011م


* * *







[1] أصول التفسير و قواعده لا لشيخ  خالد عبد الرحمن العَك ص39 طبعة دارالنفائس- لبنان 1428 هـ 2007 م
[2] المصدر السابق
[3] قال في كتابه المدخل إلى أصول التفسير ص12 " أصل من أصول التفسير في : ((علاقة القرآن  بالعلوم المختلفة)) وأثار ذلك في تحديد ألات المفسر و أدواته
[4] هو الشيخ /محمد عبد العظيم الزرقاني (مناهل العرفان في علوم القرآن)
[5] انظر: مناهل العرفان في علوم القرآن 1/20-21 .
[6] قواعدالترجيح عندالمفسرين لا لشيخ  للدكتور حسين بن علي بن حسين الحربي ص25 طبعة دارالقاسم- جدة 1429 هـ 2008 م
[7] مناهل العرفان في علوم القرآن 1/27 .
[8] مدخل الى القرآن الكريم للدكتور محمد عبد الله دراز ص28 طبعة دارالقلم- كويت 1424 هـ 2003 م ترجمة : ا/محمد عبد العظيم علي
[9] النبأالعظيم للدكتور محمد عبد الله دراز ص60-61 طبعة دارالقلم- كويت 1429 هـ 2008 م
[10] هذا الكلام لا ينافي كون الصحابة مع أنهم لم يكونوا في دراجة واحدة بالنسبة لفهم معاني القرآن , بل تفاوت مراتبهم , وأشكل على بعضهم ما ظهر لبعض آخر منهم , وهذا يرجع إلى تفاوتهم في القوة العقلية و تفاوتهم في معرفة ما أحاط بالقرآن من ظروف وملالبسات (راجع إلى التفسير والمفسرون 1/34)
[11] مناهل العرفان في علوم القرآن 1/27-28
[12] انظر: تاريخ القرآن وغرائبُ رسمِه ص 52
[13] مناهل العرفان في علوم القرآن 1/28
[14] الميزان في تاريخ القرآن واللغة  للباحث أحمد بن مبارك بن محمود الصعيدي  ص42 طبعة دارالتقوى- القاهرة 2006 م
[15] أصول التفسير و قواعده ص 448-449
[16] التاوى المحمدية على الأسئلة الهندية عن المرسومة القرآنية  لا لشيخ/محمد قنديل الرحماني-من علماء الأزهر- ص47 الناشر الصحابة للدراسات القرآنية- طنطا 1430هـ 2009 م

[17]  ولد الإمام مالك سنة 95 هـ وتوفي سنة 179 هــ
[18] انظر: تاريخ القرآن وغرائبُ رسمِه ص 140
[19] انظر: تاريخ القرآن وغرائبُ رسمِه ص 136
[20] المدخل لدراسة القرآن الكريم لالدكتور الشيخ محمد بن محمد أبو شهبة ص32  طبعة مكتبة السنة- القاهرة 1423هـ 2003م
[21] مناهل العرفان في علوم القرآن 1/29
[22]  مناهل العرفان في علوم القرآن 1/29 , بتصرف
[23]  وقد بحثتُ عن علماء التفسير في قرن الثالث, و وجدتُ علماء غير الذين سبق ذِكرهم , منهم : موسى بن مسعود النّهدي(220هـ) وهو راوي تفسير سفيان الثوري  (161هـ) , وكذلك عبد بن حميدي الكسِّي (249هـ) (انظر: اختلاف السلف في التفسير بين التنظير والتطبيق لمحمد صالح محمد سليمان  ص31  طبعة دارابن الجوزي- القاهرة 1430هـ).
[24] هناك الخلاف الجلي بين ما ذكره الشيخ الزرقاني هنا-القرن الرابع- و ما ذكره الأستاذ الدكتور الشيخ محمد بن محمد أبو شهبة , قال : "وأبوبكر السجستاني المتوفى سنة 230 هـ" -أي: القرن الثالث- ( انظر: المدخل لدراسة القرآن الكريم ص33 ), ولكنّني لم أقف على ذلك , بل بحثت عن الحل الذي يطمئن قلبي, حتّى انكشفت الحقيقة في كتاب المسمى با"الإيضاح والبيان في علوم القرآن", قال المؤلف :  الّف أبو بكر السجستاني المتوفى 330هـ في غريب القرآن-وليس 230هـ , كما قاله محمد أبو شهبة-( انظر: الإيضاح والبيان في علوم القرآن لأستاذ عيد خضر محمد خضر ص57  الناشر المؤلف- الفيوم 1432هـ 2011م). إذًا, هناك إتفاق بين صاحب الإيضاح والبيان في علوم القرآن والشيخ الزرقاني-رحمة الله عليهم رحمة واسعة-    
 [25]  ذكرالأستاذ الدكتور الشيخ محمد بن محمد أبو شهبة في كتابه باسم أخر وهو "محمد بن سعيد الحوفي" ( انظر: المدخل لدراسة القرآن الكريم ص 33) .
[26]  انظر: الإيضاح والبيان في علوم القرآن ص 56-59
[27] مناهل العرفان في علوم القرآن 1/32
[28] انظر: المدخل لدراسة القرآن الكريم ص 36
[29] المصدر السابق
[30]  وقد ردّ الشيخ محمد أبو شهبة هذا الرأي سابقا
[31]  انظر: الإيضاح والبيان في علوم القرآن ص 60
 [32]  انظر: المدخل لدراسة القرآن الكريم ص 42
[33]  [33]  انظر: الإيضاح والبيان في علوم القرآن ص 60 بتصرف

Tidak ada komentar:

Posting Komentar